بردة المديح للأمام البوصيري
بردة المديح المباركة للإمام
شرف الدين أبي عبدالله
محمد البوصيري
الفيديو الرابع للفصل العاشر:
الفصل الأول في الغزل
وشكوى الغرام:
مولاي صلِ وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلّهم
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ
أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ
ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ
ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ
به عليك عدول الدمع والســــقمِ
وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً
مثل البهار على خديك والعنــــمِ
نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني
والحب يعترض اللذات بالألــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ
عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ
عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ
محضْتني النصح لكن لست أســمعهُ
إن المحب عن العذال في صــممِ
إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ
والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــم
مولاي صلِ وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلّهم
الفصل الثاني في التحذير من هوى النفس:
ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى
منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا
فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا
والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على
وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ
كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت
ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً
أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ
أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ
الفصل الثالث في مدح النبي ﷺ:
وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى
وراودته الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ
وأكدتْ زهده فيها ضرورة
محمد سيد الكونين والثقليــــن
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ
وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ
فهو الذي تم معناه وصورتــه
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
فإن فضل رسول الله ليس لــــه
لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً
لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه
أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى
كالشمس تظهر للعينين من بعُد
فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ
وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبُهــا
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ
كانه وهو فردٌ من جلالتــــه
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ
لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ
الفصل الرابع في مولده ﷺ:
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ
وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ
والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ
وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا
كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل
والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ
عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ
من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ
كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا
الفصل الخامس في معجزاته ﷺ:
كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ
مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً
أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه
وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على
وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ
ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به
ولا التمستُ غنى الدارين من يده
لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه
الفصل السادس في شرف القران ومدحه:
الفصل السابع في إسرائه ومعراجه ﷺ:
الفصل الثامن في جهاد النبي ﷺ:
الفصل التاسع في التوسل بالنبي ﷺ:
الفصل العاشر في المناجاة وعرض الحاجات:
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَالَي مَنْ أَلُوذُ بِهِ
سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولُ اللهِ جَاهُكَ بيِ
إِذَا الكَرِيمُ تَجَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
يَا نَفْسُ لاَ تَقْنَطِي مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ
إَنَّ الكَبَائِرَ فيِ الغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حِينَ يَقْسِمُهَا
تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فيِ الْقِسَمِ
يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِي غَيْرَ مُنْعَكِسٍ
لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِي غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فيِ الدَّارَيْنِ إَنَّ لَهُ
صَبْرًا مَتَى تَدْعُهُ الأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَلاَةٍ مِنْكَ دَائِمَةً
عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيحُ صَبًا
وَأَطْرَبَ الْعِيسَ حَادِي الْعِيسِ بِالنَّغمِ
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرٍ
وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ ثُمَّ التَابِعِيَن فَهُمْ
أَهْلُ التُّقَى وَالنَّقَا وَالحِلْمِ وَالْكَرَمِ
يِا رَبِّ بِالمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
وَاغْفِرْ إِلَهِي لِكُلِ المُسْلِمِينَ بِمَا
يَتْلُوهُ فيِ المَسْجِدِ الأَقْصَى وَفيِ الحَرَمِ
بِجَاهِ مَنْ بَيْتَهُ فيِ طَيْبَةٍ حَرَمٌ
وَاسْمُهُ قَسَمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَمِ
وَهَذِهِ بُرْدَةُ المُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ
وَالحَمْدُ للهِ فيِ بِدْءٍ وَفيِ خَتَمِ
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّينَ مَعْ مِائَةٍ
فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّينَ مَعْ مِائَةٍ
واحفظ بها شيخنا ياواسع الكرم
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّينَ مَعْ مِائَةٍ
وانصر بها جندنا ياواسع الكرم
القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية:
يا رب صلِّ على المُختار من مُضر
والأنبياء وجميعِ الرُّسل ما ذُكروا
وصلِّ ربِّ عـلى الهادي وشيعته
وصحبه مَنْ لِطيِّ الدِّينِ قد نشروا
وجاهدوا معه في الله واجتهدوا
وهاجروا وله آووا وقد نصروا
وبيَّنوا الفرْضَ والمسنونَ واعتصبوا
لله واعتصموا بالله فانتصروا
أزكى صلاةٍ وأنماها وأشرفها
يُعطّرُ الكونَ رياً منها نَشرُها العَطِرُ
معبوقةً بعبيق المسكِ زاكية
من طيبها أرَجُ الرِّضوان ينتشرُ
عَدّ الحصى والثرى والرملِ يتبعها
يليه قطْر جميع الماء والمطرُ
وعَدّ ما حَوَتِ الأشجارُ مِنْ وَرَقٍ
وكُلُّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلى ويُسْـتطرُ
والوحش والطير والأسماك مَعْ نَعَمٍ
يليهمُ الجنُّ والأملاكُ والبشرُ
والذرّ والنمل مع جَمْعِ الحُبوبِ كذا
والشعرُ والصوفُ والأرياشُ والوبرُ
وما أحاطَ بِهِ العلمُ المحيطُ وما
جرى بِهِ القلمُ المأمورُ والقدَر
وعَدّ نعمائك الّلاتي مَنَنْتَ بها
على الخلائقِ مُذْ كانوا ومُذْ حُشِروا
وعَدّ مِقدارهِ السّامي الذي شَرُفَتْ
به النّبيُّون والأملاكُ وافتخروا
وعَدّ ما كانَ في الأكوانِ يا سَنَدي
وما يكونُ إلى أن تُبْعثَ الصُّورُ
في كل طرْفةِ عين يطرفونَ بهـا
أهلُ السّماواتِ والأرْضينَ أو يَذَرُوا
مِلْءَ السماواتِ والأرْضينَ مع جبلٍ
والفرشِ والعرشِ والكرسي وما حصروا
ما أعْدمَ اللهُ موجوداً وأوْجَدَ مَعْـ
ـدوماً صلاةً دواماً ليسَ تنْحَصِرُ
تستغرقُ العَدَّ مع جَمْعِ الدُّهورِ كما
تُحيطُ بالحَدِّ لا تُبْقي ولا تذرُ
لا غايةً وانتهاءً يا عظيمُ لها
ولا لها أمدٌ يُقضى فيعتبر
وعَدّ أضْعافِ ما قدْ مَرَّ مِنْ عَددٍ
معْ ضِعْفِ أضْعافه يا مَنْ لهُ القدَرُ
كما تُحِبُّ وتـرْضى سيِّدي وكما
ربِّ وضاعِفهما والفضلُ مُنتشرُ
وكلُّ ذلكَ مضْروبٌ بحقكَ فـي
أنفاسِ خلقكَ إنْ قلُّوا وإنْ كَثروا
يا ربِّ واغْفِرْ لقاريهـا وسامِعِها
والمُسْلمِين جميعاً أيْنمَا حَضَروا (3)
ووالدينا وأهلينا وجِيرَتِنـا
وكلُّنا سيِّدي للعفوِ مُفتقرُ
وقدْ أتيتُ ذنوباً لا عِدَادَ لها
وقدْ أتَى خاضِعاً والقلبُ مُنكَسِرُ
أرْجوكَ يا ربِّ في الدَّارَيْنِ ترْحَمُنا
بِجَاهِ مَنْ في يَديْهِ سَبَّحَ الحَجَرُ(3)
يا ربِّ أعْظِمْ لنا أجراً ومغْفرةً
فإنَّ جُودَكَ بَحْرٌ ليْسَ يَنْحَصِرُ
واقض ديوناً لها الأخلاقُ ضائقةٌ
وفَرِّجِ الكرْبَ عَنّا أنتَ مُقتدرُ
وكُنْ لطيفاً بنَا في كلِّ نازلةٍ
لُطفاً جَميلاً بهِ الأهْوالُ تنْحَسِرُ(3)
بالمُصْطفى المُجْتبى خيرِ الأنامِ ومَنْ
جَلالةً نَزَلتْ في مَدْحِهِ السُّوَرُ
ثمَّ الصَّلاةُ على المُخْتارِ ما طلعَتْ
شَمْسُ النّهارِ وما قدْ شَعْشَعَ القمَرُ
ثمَّ الرِّضا عنْ أبي بكرٍ خليفتِهِ
مَنْ قامَ مِنْ بَعْدِهِ للدِّيـنِ يَنتصِـُر
وعَنْ أبي حَفْصٍ الفاروقِ صَاحِبهِ
مَنْ قوْلُهُ الفصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
وجُدْ لِعُثمانَ ذي النُّورَيْنِ مَنْ كَمُلتْ
لهُ المَحَـاسِنُ في الدَّاريْنِ والظَّفَرُ
كذا عليٌ مع ابنيهِ وأمِّهِمَا
أهلُ العَبَاءِ كَمَا قدْ جَاءَنا الخَبَرُ
سَعْدٌ سَعيدُ ابْنُ عَوْفٍ طلْحَةٌ وأبو
عُبَيْدةٍ وزُبَيْرٌ سَادَةٌ غُرَرُ
وحَمْزَةٌ وكذا العَبّاسُ سيِّدُنا
ونَجْلُهُ الحَبْرُ مَنْ زَالتْ بِهِ الغِيَرُ
والآلُ والصَّحْبُ والأتْبَاعُ قاطِبَةً
ما جَنَّ ليْلُ الدَّياجي أو بَدَا السَّحَرُ
مولاي صلِ وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلّهم
القصيدة المحمدية للإمام البوصيري:
مُحمدٌ خيرُ مَن يمْشِى على قدمِ
مُحمَّدٌ باسط المعروفِ جَامِعة
مُحمَّد صاحِب الإحْسَانِ و الكرَمِ
مُحمَّدٌ تاج رُسْل الله قاطِبة
مُحمَّدٌ صادِقُ الأقوالِ و الكلِمِ
مُحمَّد ثابت الميثاق حافظُه
مُحمَّدٌ طَيِّبُ الأَخلاق و الشِّيَمِ
مُحمَّدٌ رُويَتْ بالنوُر طِينته
مُحمَّدٌ لم يَزلْ نور اًمن القِدَم
مُحمَّدٌ حَاكِم بالعَدْل ذو شرَفٍ
مُحمَّدٌ مَعْدِن الأنعام و الحِكم
مُحمَّدٌ خيْرُ رُسْل الله مِن مُضر
مُحمَّدٌ خيْرُ رُسْل اللهِ كُلِّهِمِ
مُحُمَّد دِينُه حَق ندِين بهِ
محمَّدٌ مُجْمِلاً حَقا على عَلَم
مُحمدٌ ذِكْرُهُ رَوْحٌ لأنفسنا
محمَّدٌ شكْرُهُ فرض على الأمَم
مُحمَّدٌ زينة الدنيا وبَهْجَتُها
مُحمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّات و الظلَم
مُحمَّد سَيد طابتْ مَناقِبَه
مُحمَّدٌ صَاغه الرَّحْمَن بالنِّعم
مُحمَّدٌ صَفوة البَاري و خيرته
مُحمَّدٌ طاهِرُ مِن سَائِر التُهم
مُحمَّدٌ ضاحِكٌ للضَّيفِ مُكْرِمُهُ
مُحمَّدٌ جارُه و اللهِ لَمْ يُضَم
مُحمد طابت الدنيا ببعثته
مُحمَّدٌ جاءَ بالآيات و الحِكَم
مُحمدٌ يوم بعث الناس شافِعُنا
مُحمَّدٌ نورُهُ الهَادِي من الظُلَم
محمد قائِم لله ذو هِمَم
مُحمَّد خاَتِمٌ لِلرُسْل كلهم
تعليقات
إرسال تعليق